الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ» ([1])، وقد توعَّد الله سبحانه وتعالى من يقتل مسلمًا متعمدًا بغير حقٍّ بأشد الوعيد قال سبحانه: ﴿وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا﴾ [النساء: 93] فهذا وعيدٌ شديدٌ في حق من اعتدى في قتل مسلمٍ بغير حق وقال سبحانه: ﴿مِنۡ أَجۡلِ ذَٰلِكَ كَتَبۡنَا عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَيۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعٗا﴾ [المائدة: 32]، ولما قتل أحد ابني آدم أخاه بغير حقٍّ ذكر الله قصته في القرآن تحذيرًا لنا من أن نقدم على مثل هذا قال تعالى:﴿وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱبۡنَيۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ﴾ [المائدة: 27]، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما قتلت نفسٌ بغير حقٍّ إلا كان على ابن آدم الأول كفلٌ من دمها لأنه أول من سنَّ القتل، فدماء المسلمين حرامٌ عند الله عز وجل أشد من حرمة الكعبة لما في ذلك من العدوان، ولما في ذلك من الظلم، ولما في ذلك من قطع عبادة الله وذكره عز وجل بقتل هذا المسلم الذي يذكر الله ويعبده ويسبحه ويهلله ويكبره، فلأي شيءٍ يتساهل الناس الآن بدماء المسلمين؟ بأي شيءٍ يتساهل أصحاب السيارات في دماء المسلمين يتسببون بقتل الأعداد الكثيرة في الحوادث التي تقع في الطرقات؟ ولقد أصبح القتل بالحوادث في الطرقات بهذه السيارات أكثر من حوادث الحروب. كم في المستشفيات من جرحى؟ وكم في المقابر من قتلى؟! وكم في البيوت من معوقين؟! بسبب هذه الحوادث التي يتساهل قائدوا السيارات بشأنها ويتلاعبون بدماء الناس، ويظنون أن هذا سيذهب سدى، كلا إن هذه الدماء وهذه الأنفس وهذه الأعضاء التي
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6484)، ومسلم رقم (1676).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد