حافظًا للأمانة، لأن صاحب العمل ائتمنه على هذا العمل فإن كان حافظًا
للأمانة كان مستحقًّا للأجرة، ولكن كثيرًا من الأجراء والمقاولين يخونون في
أماناتهم ويغشون في أعمالهم غشًّا ظاهرًا ثم يأخذون أجرتهم على غير حقٍّ فتكون
حرامًا؛ لأنها في مقابل إضاعة الأمانة التي استؤجروا عليها، فالواجب على المسلمين
أن يعظموا الأمانة التي عظمها الله، الأمانة التي بينهم وبين الله، الأمانة التي
بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأمانة التي بينهم وبين الناس أن
يقوموا بها على الوجه المطلوب، ولا يخونوا قال صلى الله عليه وسلم: «أَدِّ
الأَْمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ» ([1]). وقال: «عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ، حَتَّى تُؤَدِّيَهُ» ([2]) فاتقوا الله عباد الله، لا أحد يخلو من الأمانة كل إنسانٍ عليه أماناتٌ،
ومن أعظم الأمانات البيوت التي فيها النساء وفيها الأطفال وفيها الرجال كلهم
أمانةٌ في عنق صاحب البيت ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ
أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6] وما من رجلٍ يسترعيه الله رعيةً ثم يموت وهو غاشٌّ لرعيته
إلا حرَّم الله عليه الجنة، فتنبهوا لذلك رحمكم الله، لا أحد يخلو من الأمانة
أبدًا كل إنسانٍ مكلف فإنه متحمل لأماناتٍ عظيمةٍ، فعلينا أن نتذكر هذا وأن نستعين
بالله ونقوم بحفظ الأمانة وأدائها من غير تفريطٍ ومن غير تضييعٍ.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3534)، والترمذي رقم (1264)، وأحمد رقم (15424).
الصفحة 7 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد