أهلها، وعند ذلك تُخرَّب الدنيا ويحل الانتقام من الناس بسبب الجور والظلم والعدوان، وكذلك التعامل مع الناس في البيع والشراء والأجورات يكون الإنسان أمينًا في عمله، في بيعه، في شرائه على النصح والإخلاص وعدم الغش والخديعة والكذب، وإذا استأجر أجيرًا فأدى العمل فوجب على المستأجر أن يؤدي الأجرة إليه، قال صلى الله عليه وسلم: «أَعْطُوا الأَْجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ» ([1]). هذه أمانةٌ وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً أنقذه الله من الشدة لما حافظ على الأجرة وأداها إلى صاحبها، فقد جاء أن ثلاثةً ممن كانوا قبلنا أووا إلى غارٍ فانطبقت عليهم صخرةٌ فلم يستطيعوا الخروج فقالوا: إنه لا ينجيكم إلا صالح أعمالكم. فذكر رجلٌ أنه كان بارًّا بوالديه فانفرجت الصخرة يسيرًا، والآخر ذكر أنه عفَّ عن الزنا بعدما تمكن منه تركه من أجل الله عز وجل فانفرجت الصخرة قليلاً إلا أنهم لا يستطيعون الخروج، وقال الثالث: إنه كان عندي أجيرٌ فذهب، وترك أجرته فنميتها له وكانت الأجرة ماشيةً فنماها ورعاها حتى ملأت الوادي فجاء الرجل وقال: يا فلان اتق الله أعطني أجرتي، قال: خذ كل ما في هذا الوادي فهو أجرتك. قال: أتهزأ بي يا عبد الله؟ قال: لا أسخر منك، هذه أجرتك فأخذها وساقها كلها ولم يترك منها فصيلاً، فانفرجت الصخرة انفراجًا كاملاً وخرجوا يمشون. ومنهم هذا الرجل الذي حفظ الأمانة، وحفظ الأجرة ونمَّاها حتى جاء صاحبها، فدفعها إليه، وكذلك الأجير الذي التزم بالعمل يجب عليه أن يؤدي العمل على الوجه المطلوب فإن نقصه كان خائنًا للأمانة ولا تحل له الأجرة أما إذا أدى العمل على الوجه المطلوب كان
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (2443)، وأبو يعلى رقم (6682).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد