×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

تكون فيما بينك وبين الناس في التعامل بأن تتعامل معهم بالأمانة وعدم الخيانة وعدم الغش والخديعة والكذب والمكر بل يكون ظاهرك وباطنك، سواءً مع إخوانك ناصحًا لهم غير غاشٍّ ولا مخادعٍ ولا كذابٍ. العمل الوظيفي أمانةٌ في عنق الموظف أن يقوم به على الوجه المطلوب، ولا يبخس منه شيئًا ولا يحابي أحدًا، ولا يضار أحدًا بل يؤدي عمله على الوجه المطلوب ولا يأخذ الرشوة. هذه أمانةٌ، قال الله جل وعلا ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا [النساء: 58]، فإذا أديت العمل على الوجه المطلوب فقد أديت الأمانة وإذا نقصت العمل الوظيفي فقد خنت الأمانة، فالوظائف يجب على ولاة الأمور أن يسندوها إلى من يقوم بها ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ [النساء: 58] هذا خطابٌ لولاة الأمور ﴿أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا [النساء: 58] أي: أن تسندوا الوظائف والأعمال إلى الرجال «الأكفاء» الذين يقومون بها من غير محاباةٍ في إسنادها إلى قريبٍ أو حبيبٍ أو صديقٍ، وإنما تُسنَد الأمور إلى أهلها هذه هي الأمانة أي أن تسندوا الأعمال التي تتعلق بها مصالح المسلمين، أن تسندوها إلى من يقوم بها على الوجه المطلوب، وكذلك على الموظفين الذين ابتلوا بهذه الوظائف أن يقوموا بها على الوجه المطلوب. وقد جاء في الحديث أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: مَتَى السَّاعَةُ؟ فأعرض عنه صلى الله عليه وسلم، ثم سأله فقال: مَتَى السَّاعَةُ؟ والنبي صلى الله عليه وسلم استمر يتكلم مع أصحابه، فلما فرغ قال: «أَيْنَ السَّائِلُ مَتَى السَّاعَةُ؟» قَالَ: هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «إِذَا أُسْنِدَ الأَْمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ» ([1])، فمن علامات الساعة أن تُسنَد الأمور والوظائف إلى غير


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6131).