هذه أمانةٌ بين العبد وبين ربه أن يصلي كما أمره الله صلاةً مشتملةً على أركانها وواجباتها وأن تكون مسبوقةً بالشروط، شروط صحة الصلاة فلابد من هذه الأمور، تحقيق الشروط التي بها تصح الصلاة وتحقيق الأركان التي تقوم عليها الصلاة وتحقيق الواجبات التي بها تُكمَل الصلاة، فمن صلى هذه الصلاة فقد أدى الأمانة، ومن صلى شكليًّا فقط وعلى هواه من غير أن يتقيد بالصلاة التي أمر الله تعالى بها فإنه قد خان الأمانة، ولم يُصلِّ الصلاة التي ائتمنه الله جل وعلا عليها، الزكاة أمانةٌ عظيمةٌ جعلها الله في مالك سنويًّا تخرجها طيبةً بها نفسك مرتاحًا لها، وتضعها في مواضعها التي أمر الله جل وعلا أن تُوضَع فيها حتى تؤدي الأمانة، فالزكاة أمانةٌ، في مالك وفي ذمتك أن تؤديها كما أمرك الله سبحانه وتعالى، طيبةً بها نفسك راجيًّا لثوابها، صيام رمضان وصيام الكفارات والنذور أمانةٌ بينك وبين ربك بأن تؤديه كما أمرك الله سبحانه وتعالى مخلصًا لله النية والقصد، مؤديًّا للصيام على الصفة التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بها حتى يكون صيامك صحيحًا مقبولاً عند الله مبرئًا للذمة، أما إذا لم تصم إلا على هواك ورغبتك فإنك لم تؤد الأمانة التي ائتمنك الله جل وعلا عليها، الحج والعمرة أمانةٌ قال الله جل وعلا ﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ﴾[البقرة: 196] –﴿وَأَتِمُّواْ﴾ أي أكملوا المناسك ولا تنقصوا منها شيئًا- ﴿لِلَّهِۚ﴾-أي خالصةً لوجه الله- ليس فيها شركٌ ولا بدعةٌ بل تكون على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([1]) وقال في الصلاة «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» ([2])، وكذلك الأمانة
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1298).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد