اللهِ». قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «حَقّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ
يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ أَنْ
لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» ([1]) فيجب على المسلم أن يخلص دينه لله عز وجل بأن يعبد الله مخلصًا له الدين
على شريعة محمدٍ صلى الله عليه وسلم هذا هو الإخلاص في العقيدة. أن تخلص العقيدة
من الشرك الأكبر والأصغر وأن تخلصه من البدع والمحدثات والخرافات، فمن أشرك بالله
شيئًا فقد خان الأمانة التي بينه وبين ربه، والتي خلقه من أجلها ورزقه من أجل أن
يقوم بها، ومن عبد الله على غير الطريقة الشرعية التي بعث بها رسوله محمد صلى الله
عليه وسلم بأن عبد الله بالبدع والخرافات والمحدثات التي ما أنزل الله بها من
سلطانٍ فقد خان الأمانة؛ لأن الله أمرنا أن نتخذ محمدًا صلى الله عليه وسلم قدوةً
لنا فيما نأتي ونذر من أمور ديننا ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ
أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ
ٱللَّهَ كَثِيرٗا﴾ [الأحزاب: 21] قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ
عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2]) أي «مردودٌ وباطلٌ لا يقبل عند الله سبحانه وتعالى » ، فالمشركون خانوا
الأمانة والمبتدعة خانوا الأمانة ولم يقم بها إلا أهل التوحيد والاتباع للرسول صلى
الله عليه وسلم.
العبادات أمانةٌ، فالصلاة أمانةٌ، الزكاة أمانةٌ، الصيام أمانةٌ، الحج والعمرة أمانةٌ، فالصلاة أمانةٌ في عنق كل مسلمٍ أن يؤديها وأن يقيمها كما أمر الله سبحانه وتعالى، والطهارة من الحدث الأكبر والأصغر أمانةٌ في أن يتطهر المسلم طهورًا كاملاً كما أمر الله سبحانه وتعالى ؛ لأن الطهارة شرطٌ لصحة الصلاة فيتطهر من الأحداث، ويتطهر من الأنجاس في ثوبه وبدنه وبقعته
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5912)، ومسلم رقم (30).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد