×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

عباد الله، إن الصيام معناه الإمساك بنيةٍ عن المفطرات الظاهرة والباطنة من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس. هذا هو وقت الصيام اليومي، بدايته طلوع الفجر ونهايته غروب الشمس، ومن ثم يتأكد ويجب على المؤذنين أن يتقيدوا بالوقت، فلا يؤذنوا متأخرين عن طلوع الفجر، لأن بعضهم يؤذن متى أراد، متى ما جاء إلى المسجد أذَّن ولو كان الفجر، قد طلع منذ دقائق كثيرةٍ، فعلى المؤذن أن يراقب الوقت وألا يتأخر عنه لأن الناس يتقيدون بأذانه ويقلدونه ويصومون على أذانه، فإذا تأخر صومهم عن طلوع الفجر فيكون ذلك في ذمته؛ لأنه هو الذي غَرَّر بهم. أيها المؤذنون قد حملكم الله أمانةً عظيمةً فلا تتساهلوا فيها، لأن بعض المؤذنين لا يبالي أن يؤذن في أي وقتٍ ولا يحسب حسابًا للصوم وهذا من التفريط وعدم المبالاة، إذا تأخرت عن الأذان في أول الوقت فلا تؤذن فإنه يكفي أذان المؤذنين الآخرين، فمن تأخر عن الأذان عند طلوع الفجر فلا يؤذن بعد ذلك لئلا يُغرَّ الناس؛ لأنه يؤذن المؤذن ويتوضأ المتوضئ ويخرج الناس للصلاة وبعض المؤذنين لا يؤذنون إلا عند الإقامة ولا حول ولا قوة إلا بالله، ألا يتقون الله عز وجل ! هذه أمانةٌ عظيمةٌ في أعناقهم تحملوها، وكذلك بعض المؤذنين لا يتقيد بغروب الشمس بل يؤذنون قبل غروب الشمس ويسرع في الأذان قبل غروب الشمس فيفطر من يسمعه، قبل غروب الشمس فلا يكمل صومه ويكون هذا بذمة هذا المؤذن الذي غرَّ الناس، أما من علم أن المؤذن يقدم الأذان فلا يجوز له أن يعمل بأذانه، بل عليه أن يتقي الله عز وجل ويحافظ على صيامه، ولا يعمل بأذان المؤذن الذي لا يتقيد بالوقت.

عباد الله، الصوم له مبطلاتٌ وهي تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: ما يدخله الإنسان إلى جوفه من الطعام والشراب 


الشرح