متتابعين فإن لم يستطع فإنه يطعم ستين مسكينًا مع التوبة إلى الله عز وجل
والمرأة المجامعة إذا كانت مختارة وموافقة فإنه تجب عليها الكفارة كما تجب على
الرجل، أما إذا كانت مُكرَهةً ولا اختيار لها فإنها لا حرج عليها بسبب الإكراه
ويكون الإثم على ذلك الفاسق الذي انتهك حرمة الصيام وجامع في نهار رمضان وارتكب ما
حرَّم الله عليه، وكذلك من المفطرات التي تخرج من الجسم الحيض والنفاس وهذا وإن
كان بغير اختيار المرأة إلا أنه يبطل الصيام بالنص والإجماع، فإن النساء كن يحضن
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتركن الصيام ثم يقضين بعد رمضان من أيامٍ
أخر. قالت عائشة رضي الله عنها: «كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فنؤمر بقضاء الصيام، ولا نؤمر بقضاء الصلاة» ([1]). فالحائض والنفساء تفطران ويحرم عليهما الصوم حال الحيض وحال النفاس ثم
تقضيان ما أفطرتا من أيامٍ أخر. هذه هي المفطرات للصائم، فعلى المسلم أن يتحفظ
منها وأن يبتعد عنها وأن يحافظ على صيامه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم﴿أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ
هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ
كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ
فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ
وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ
ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا
تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ
فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ
لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 187].
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (335).
الصفحة 5 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد