«فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» ([1]). فإذا سبَّك أحدٌ وأنت صائمٌ، أو شتمك أو تكلم في حقك فلا ترد عليه بالمثل وإن كان القصاص جائزًا لكن الصائم يتجنب هذا، ويقول إني صائمٌ، أي يمنعه الصيام من أن يرد على من سبه أو شتمه، فكيف بالذي يبتدئ الناس بالسباب والشتم والغيبة والنميمة وغير ذلك من الكلام المحرم، وكذلك النظر المحرم فبعض الناس يسهل عليه أن يترك الطعام والشراب؛ لكن لا يسهل عليه أن يترك النظر إلى النساء إنه يذهب إلى الأسواق، وينظر إلى النساء أو ينظر في الصور الماجنة أو ينظر في الشاشة التلفزيونية أو الفيديو أو الإنترنت الذي فيه العري والعهر وفيه الصور الفاتنة لا يسهل عليه أن يترك النظر إلى هذه الأشياء وهو صائمٌ هذا لا صوم له عند الله سبحانه وتعالى، وإن كان صام في الظاهر لكنه لم يصم في الباطن فيما بينه وبين الله عز وجل، وكذلك الاستماع إلى المحرم كالاستماع للغيبة والنميمة والاستماع إلى الأغاني والمعازف والمزامير والطرب والمجون هذا محرمٌ دائمًا وأبدًا ولكنه من الصائم أشد تحريمًا وأشد إثمًا؛ لأنه يؤثر على صيامه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ» ([2]) يعني سترةٌ بين العبد وبين ما يكره فإذا خرقها لم تنفعه هذه السترة، فإذا خرقها بالكلام المحرم، خرقها بالنظر المحرم، خرقها بالاستماع المحرم لم تكن واقيةٌ له من العذاب، الله جل وعلا يقول:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]. قال:﴿لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]. فالصيام تقوى تقي من عذاب الله فإذا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1805)، ومسلم رقم (1151).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد