×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍَ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍَ خَيْرٍ مِنْهُمْ» ([1]) «يعني الملائكة» ، وذكر الله سبحانه وتعالى يطرد الشيطان عن الإنسان ويبعده عنه، فالشيطان ذئب الإنسان فإذا ذكر الله تنحَّى عنه، ولهذا وصفه الله بأنه وسواسٌ خناسٌ وسواسٌ إذا غفل العبد عن ذكر ربه، فإنه يدنو منه ويوسوس له، وخنَّاسٌ إذا ذكر العبد ربه فإنه يخنس، ويبتعد عنه فلا نجاة لابن آدم من عدوه إلا بذكر الله، فإنه حصنٌ حصينٌ يتحصن به المسلم من الشيطان، ذكر الله سبحانه وتعالى تحصل به طمأنينة القلوب وارتياحها. قال الله سبحانه وتعالى ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ [الرعد: 28] ذكر الله سبحانه وتعالى يكسب العبد خشيةً لله وخوفًا من الله قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال: 2]، وعلى العبد المسلم أن يذكر الله على كل حالٍ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه لا يغفل عن ذكر الله قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ [آل عمران: 191]، وقال سبحانه: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ [الجمعة: 10]، وقال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ [النساء: 103]، فمطلوبٌ من العبد أن يذكر الله دائمًا وأبدًا في بيته وفي المسجد وفي دكانه وفي مكتبه وفي طريقه، يذكر الله قائمًا وقاعدًا وعلى جنبٍ ولا يكلفه ذلك ولا يشق عليه مع أنه يقربه إلى ربه سبحانه وتعالى، تُغرَس له بالذكر أشجارٌ، وتُبنَى له في الجنة كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك نهى الله عن الغفلة عن ذكره قال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَا


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6970)، ومسلم رقم (2675).