×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 ٓ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ [المنافقون: 9]، وقال الله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا [الكهف: 28]، فالغافل عن ذكر الله يموت قلبه ومثل الذي يذكر الله، والذي لا يذكر الله كمثل الحي والميت. وذكر الله نورٌ في الوجه وحياةٌ في القلب وسعادةٌ في الدنيا والآخرة. فاتقوا الله عباد الله، وأكثروا من ذكر الله عز وجل وداوموا عليه فإنه غذاء القلوب والأرواح. وأما الدعاء فإنه هو العبادة كما قال الله جل وعلا: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر: 60]، فالذي يستكبر عن دعاء الله فإنه يكون من أهل النار أما الذي يذكر الله فإن الله يستجيب له ويكون من أهل الجنة وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» ([1]). والله سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يدعوه ويسألوه ويغضب عليهم إذا لم يدعوه؛ لأنه سبحانه وتعالى جوَّادٌ كريمٌ رؤوفٌ رحيمٌ يحب من عباده أن يدعوه؛ ليستجيب لهم ويرحمهم ويكرمهم وهذا من فضله سبحانه وتعالى، والدعاء على نوعين: دعاء عبادةٍ وهو الثناء على الله سبحانه وتعالى، ودعاء مسألةٍ وهو طلب الحوائج من الله، ويجتمع النوعان في سورة الفاتحة؛ فأولها ثناءٌ على الله وهو دعاء عبادةٍ وآخرها سؤالٌ من الله وطلب الهداية من الله إلى الصراط المستقيم وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين وهذا دعاء مسألةٍ، فهذه السورة العظيمة، سورة الفاتحة، تشتمل على نوعي الدعاء دعاء العبادة ودعاء المسألة، ولذلك جعل الله قراءتها ركنًا من أركان الصلاة في كل ركعةٍ لحاجة العبد إليها ولما تشتمل عليه من نوعي العبادة، فأكثروا من دعاء ربكم


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1479)، والترمذي رقم (2969)، وابن ماجه رقم (3828).