فإن الله جل وعلا ينزل كل ليلةٍ إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الآخر فيقول:
هل من سائلٍ فأعطيه؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟ فاغتنموا هذه
الفرص وادعوا ربكم، وتضرعوا إليه، فإن من لا يدعو الله فإن قلبه يقسو ويبعد عن
الله سبحانه وتعالى: ﴿فَلَوۡلَآ
إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَزَيَّنَ
لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأنعام: 43]، فاتقوا الله عباد الله، وأكثروا
من دعاء الله وذكره لتتصلوا بربكم عز وجل وتطلبوا منه وتحصل لكم مطالبكم بالدنيا
والآخرة، فإنه لا غنى بكم عن الله سبحانه وتعالى وعن ذكره ودعائه لا غنى بكم طرفة
عينٍ.
أكثروا من الذكر والدعاء والإلحاح على الله سبحانه وتعالى ؛ لعل الله أن
يستجيب لكم وأن يغفر لكم من ذنوبكم، وأن يمتعكم متاعًا حسنًا لتكونوا من السعداء
ولا تكونوا من الغافلين ﴿وَٱذۡكُر
رَّبَّكَ فِي نَفۡسِكَ تَضَرُّعٗا وَخِيفَةٗ وَدُونَ ٱلۡجَهۡرِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ وَلَا
تَكُن مِّنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ ٢٠٥ إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ
وَيُسَبِّحُونَهُۥ وَلَهُۥ يَسۡجُدُونَۤ۩
٢٠٦﴾ [الأعراف: 205، 206].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
الصفحة 4 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد