القطر ويمنع الرزق بسبب الذنوب والمعاصي، وذلك
بسبب ظلم العباد، وبسبب أعمال العباد لعلهم يتوبون إلى ربهم، كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يخرج إلى مصلى العيد ليستسقي بالمسلمين؛ فيرفع يديه بالدعاء
والتضرع إلى الله فلا يحطهما إلا وقد نزل المطر حتى أن المطر ليتحادر من لحية رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو ربه، ويتضرع إليه، يخرجون والدنيا مجدبةٌ
والأسواق يابسةٌ ثم يرجعون يخوضون في المياه، ويخوضون في السيول؛ لأنهم دعوا الله
مخلصين له الدين، دعوا الله بقلوبٍ حاضرةٍ؛ فأغاثهم الله سبحانه وتعالى، والآن
ترون كثرة ما نستسقي، وكثرة ما ندعو ولا يستجاب لنا فلا حول ولا قوة إلا بالله،
فعلينا أن نتوب إلى الله، وأن نحاسب أنفسنا وأن نصلح من أعمالنا لعل الله سبحانه
وتعالى أن يرحمنا ﴿فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ
رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا ١٠ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ
عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا ١١ وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ
وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا ١٢﴾ [نوح: 10- 12].
فاتقوا الله عباد الله، بادروا بالتوبة والاعتبار، وبادروا بإصلاح الأعمال،
وبادروا بالاستعداد للرحيل فإن الرحيل قريبٌ، ترون كم رحل في العام الذي أنتم في
آخره، كم رحل فيه من إخوانكم وجيرانكم، وكم رحل فيه من المسلمين الذين كانوا يصلون
معكم، ويصومون، رحلوا إلى قبورهم وأنتم على الأثر في اليوم أو غدٍ.
فاتقوا الله واستعدوا لرحيلكم، وتوبوا إلى ربكم من ذنوبكم لعلكم تفلحون.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
***
الصفحة 6 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد