عباد الله، اعتبروا بسرعة مرور الليالي والأيام واعتبروا بهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتبروا في أن الصحابة لم يعبأوا بتاريخ الإفرنج، ولا بتاريخ الفرس، ولا بتاريخ الروم وإنما عدلوا عن ذلك كله إلى تاريخٍ إسلامي يعتز به دينهم ويفخر به قومهم، هو هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأن التأريخ بتاريخ الكفار تشبهٌ بهم وتقليدٌ لهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1])، ومن ذلك التاريخ الميلادي الذي أصبح كثيرٌ من المسلمين لا يبالون باستعماله، ويتركون التاريخ الهجري الذي عليه المسلمون من عهد خلافة عمر رضي الله عنه، يتركون ذلك، إما من عدم المبالاة وإما من محبة الكفار، وتقليد الكفار، وهذا أشد فاتقوا الله عباد الله وتمسكوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوبوا إلى الله مما فرط منكم وسلم منكم في عامكم الماضي، وأحسنوا في عامكم المستقبل لعل الله أن يتوب علينا وعليكم جميعًا، ترون يا عباد الله، ما حصل في هذا العام من تأخر الأمطار، وترون ما حصل للمسلمين من قلة المياه وقلة المراعي، وتلف الأموال، وذلك كله بسبب ذنوبنا، وبسبب معاصينا وإلا فإن خزائن الله ملأى، والله سبحانه وتعالى قريبٌ مجيبٌ يجيب من دعاه لكن بشرط أن يكون الداعي مخلصًا لله عز وجل تائبًا من ذنوبه، فإن الله يستجيب ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، قال جل وعلا ﴿فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ﴾ [غافر: 14]، فيجب أن يكون الدعاء من قلبٍ حاضرٍ وأن يكون خالصًا لوجه الله وأن يكون بعد التوبة إلى الله عز وجل من الذنوب والمعاصي وإلا فإن الله جل وعلا شديد العقاب يمنع
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114)، والبيهقي في « الشعب » رقم (1199).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد