مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ٤ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ
وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ ٥ وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنُرِيَ فِرۡعَوۡنَ
وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنۡهُم مَّا كَانُواْ يَحۡذَرُونَ ٦﴾ [القصص: 3 - 6]، فرعون لقب
ملكٍ جبارٍ، وهو لقبٌ لمن ملك مصر، والمراد به هذا الملك الذي كان على وقت موسى،
هذا الرجل تجبَّر في الأرض وطغى وبغى، وجعل الرعية أقسامًا، قسمٌ هم حاشيته
وأتباعه أغدق عليهم الأموال وأطلق لهم الحرية يتخبطون في أموال الناس وفي رقابهم،
وقسمٌ من الرعية استذلهم، واستضعفهم وهْم بنو إسرائيل؛ لأن شعب مصر يتكون من القبط
وهم جماعة فرعون ومن بني إسرائيل وهم من ذرية يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم
الصلاة والسلام، وكانوا هم أفضل الخلق في وقتهم؛ لأنهم ذرية الأنبياء فاستذلهم
فرعون وجنوده وامتهنوهم، وجعلوا يسخرونهم في أخسِّ الأعمال وأشقِّ الحرف
يستعبدونهم ويستذلونهم، ويقتلون أبناءهم ويستحيون نسائهم وذلك لما بلغ فرعون أنه
سيكون في بني إسرائيل مولودٌ يكون زوال ملك فرعون على يده عند ذلك أخذ حذره فجعل
يقتل الذكور من المواليد الإسرائيليين ويبقي النساء للخدمة، ولما شكى إليه القبط
في أنه إن استمر على هذه السيرة يقتل الذكور، فإن بني إسرائيل سيفنون ولا يجد
القبط من يخدمهم في المستقبل فرفع القتل، وصار يقتل سنةً بعد سنةٍ، ولما كانت
السنة التي وُلِد فيها موسى عليه السلام كانت هي سنة القتل فأوحى الله إلى أُمِّه
أن ترضعه وأن تضعه في تابوتٍ يعني في صندوقٍ، وتضعه في نهر النيل فإذا جاءوا
يطلبونه ذهب به وادي النيل وأبعده عنهم، فوضعته في التابوت ووضعته في النيل فذهب
به إلى بيت فرعون والتقطه أهله فلما فتحوا الصندوق
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد