وجدوا فيه الطفل، ولما رأته امرأة فرعون أحبته
حبًّا شديدًا، ولما أراد فرعون أن يقتله، قالت: ﴿لَا
تَقۡتُلُوهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوۡ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدٗا وَهُمۡ لَا
يَشۡعُرُونَ﴾ [القصص: 9] ؛ لأنه كان لا يولد له، فتركه فرعون، ولم يقتله، استجابةً
لامرأته وطمعًا في المولود، ولكن الله سبحانه وتعالى منعه من قبول الرضاع من أي
امرأةٍ فشق عليهم ذلك، وخشوا عليه من الموت فجاءت أخته متخفيةً فقالت: هل أدلكم
على أهل بيتٍ يكفلونه لكم وهم له ناصحون؟ ففرحوا بذلك فأعطوها إياه، وذهبوا معها
لينظروا فلما سلمته إلى أمه فرح بها والتقم ثديها ففرحوا بذلك فرحًا شديدًا؛ لأنهم
قد تضايقوا من كونه لا يقبل الرضاع فصارت ترضعه بالأجرة، ويأتون إليها به في
النهار، ويذهبون به في الليل إلى بيت فرعون إلى أن فُطِمَ واستغنى عن الرضاعة،
ونشأ في بيت فرعون يأكل من طعامه، ويشرب من شرابه، ويلبس من ملابس فرعون ويركب من
مراكبه، وتغذَّى وتربَّى في بيت فرعون كأولاد الملوك وهو عدوه لكنه لا يشعر بذلك
فلما بلغ أشده، وبلع مبلغ الرجال دخل المدينة -مدينة مصر- فوجد فيها رجلين
يتشاجران: واحدٌ من القبط، جماعة فرعون، وواحدٌ من بني إسرائيل من جماعة موسى
فاستغاثه الإسرائيلي على القبطي فوكزه موسى يعني: ضربه بيده مقبوضة، فقضى عليه أي
مات هذا الرجل على إثر هذه الضربة فحينئذٍ أدرك موسى عليه السلام أنه أخطأ واستغفر
ربه فغفر له. وخاف من فرعون وقومه، وبينما هو كذلك على خوفٍ وحذرٍ وجد هذا الرجل
الإسرائيلي مرةً ثانيةً يتشاجر مع قبطيٍّ آخر فاستنصره الإسرائيلي على القبطي،
فأراد أن يبطش بالقبطي فقال له: يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسًا بالأمس،
فانكشف أمر موسى عليه السلام وعُرِفَ أنه هو
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد