×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

القاتل فزاد خوفه من فرعون وقومه فأرسل الله إليه رجلاً جاء من أقصى المدينة يسعى، يعني: يمشي بسرعةٍ ليدرك موسى عليه السلام ويخبره أن فرعون وملأه يتشاورون في قتله، ونصحه بالخروج من مصر، فخرج خائفًا يترقب وهو يدعو ربه وهو لا يعرف الطريق، ولا يدري أين يذهب فهداه الله وذهب إلى أرض مدين وهداه الله الطريق فوصل إلى أرض مدين وورد الماء ليشرب. ووجد امرأتين مع غنمٍ لهما لا تستطيعان أن تسقيا غنمهما إلا بعد أن يفرغ الرعاة فسقى لهما رحمةً بهما على ما فيه من التعب والجهد فلما بلغ ذلك والد المرأتين ما صنع موسى وكان شيخًا كبيرًا أرسل في طلبه ﴿فَجَآءَتۡهُ إِحۡدَىٰهُمَا تَمۡشِي عَلَى ٱسۡتِحۡيَآءٖ قَالَتۡ إِنَّ أَبِي يَدۡعُوكَ لِيَجۡزِيَكَ أَجۡرَ مَا سَقَيۡتَ لَنَاۚ فَلَمَّا جَآءَهُۥ وَقَصَّ عَلَيۡهِ ٱلۡقَصَصَ [القصص: 25] أخبره أن يخبره بما حصل منه في مصر، وأنه مطلوبٌ للقتل قال له هذا الشيخ الكبير ﴿نَجَوۡتَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ [القصص: 25] ثم إنه عرض عليه أن يزوجه إحدى ابنتيه على أن يرعى عنده الغنم ثمان سنين أو عشر سنين فقبل موسى وصار يرعى الغنم وتزوج بالمرأة، فلما قضى الأجل أراد أن يرجع إلى مصر وسار بأهله إلى مصر فبينما هو يسير في الليل، والليل مظلمٌ والجو باردٌ ولم يعرف الطريق؛ إذ أبصر نارًا في جانب الطور فقال لأهله امكثوا إني آنست نارًا، فذهب إليها ليسأل أهلها عن الطريق أو يأتي بجذوةٍ أي جمرةٍ يستدفئون بها ويصطلون بها فلما وصل إلى النار فلم تكن نارًا وإنما كما أخبر الله سبحانه وتعالى إنها نورٌ بعثه الله في هذه الشجرة ثم إن الله كلَّمه وسمع موسى كلام ربه وأرسله إلى فرعون يدعوه إلى الله عز وجل فلم يكن بوسع موسى إلا أن يستجيب لربه سبحانه وتعالى، ولكنه طلب من ربه أن يجعل معه أخاه هارون 


الشرح