×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

يعاضده على تبليغ الرسالة ولأنه أفصح منه في الكلام وأنصح له فاستجاب الله دعوته وأرسل معه أخاه هارون فذهبا إلى فرعون فدعواه إلى الله عز وجل فعند ذلك تغيَّظ فرعون وذكَّر موسى بما سبق من أنه غذَّاه ورباه، وأنه قتل النفس بغير حقٍّ، فكيف يأتي ويدعوه ليتبعه ويترك ملكه فعند ذلك عرض عليه موسى أن يريه الآيات والمعجزات التي تدل على صدق رسالته فطلب فرعون من موسى أن يريه ما معه من الآيات، فموسى عليه السلام ألقى عصاه التي كان يتوكأ عليها، فصارت حية تسعى أمام فرعون ثم أخرج يده من جيبه فإذا هي بيضاء كالشمس ساطعةٌ، فعند ذلك تحيَّر فرعون ولكنه لجأ إلى المكر والخداع، فقال هذا سحرٌ ونحن عندنا سحرةٌ نحضرهم ويبطلون سحرك هذا، فجمع فرعون السحرة من جميع أقطار الأرض ومن جميع أقطار مملكته وتواعدوا في يومٍ واجتمع الناس ينظرون ماذا سيحصل؟ فعند ذلك طلبوا من موسى أن يلقي ما معه ولكن موسى طلب منهم أن يلقوا هم أولاً فألقوا ما معهم من الكيد والمكر والسحر، وامتلأ الوادي بسحرهم التخيلي ﴿سَحَرُوٓاْ أَعۡيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسۡتَرۡهَبُوهُمۡ وَجَآءُو بِسِحۡرٍ عَظِيمٖ [الأعراف: 116] فعند ذلك ألقى موسى عصاه ﴿فَإِذَا هِيَ تَلۡقَفُ مَا يَأۡفِكُونَ [الأعراف 117] ابتلعت هذه العصا وهذه الحية كل ما عمله السحرة حتى أنهم خافوا أن تصل إليهم وأن تلتهمهم مع السحر، فطلبوا من موسى أن يكفها عنهم فأخذها فعادت عصا، وعند ذلك أدرك السحرة أن هذا الذي مع موسى ليس هو من السحر، وإنها هو آيةٌ من آيات الله، فآمنوا بالله وخرّوا ساجدين لله عز وجل فعند ذلك هددهم فرعون بالقتل فتمسكوا بدينهم فقتلهم وصلبهم وتجبر وتكبر هو وقومه ثم إن الله سبحانه وتعالى أمر موسى أن يخرج ببني إسرائيل من 


الشرح