أمر وزيره هامان أن يبني له بناءً مرتفعًا يصعد عليه، فينظر في السماء هل
فيها إلهٌ كما يقول موسى، ويريد بذلك أن يموِّه على قومه في هذه المقالة وإلا فهو
يعلم أن الله جل وعلا هو رب السماوات والأرض، ولكنه أراد أن يموه على قومه بهذا
التمويه فماذا كانت عاقبته؟ كانت عاقبته الدمار والخسار، وكانت عاقبة المؤمنين
النصر والتأييد من الله كما قال موسى من قبل ﴿قَالَ
مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱللَّهِ وَٱصۡبِرُوٓاْۖ إِنَّ ٱلۡأَرۡضَ
لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ ١٢٨ قَالُوٓاْ أُوذِينَا مِن قَبۡلِ أَن تَأۡتِيَنَا وَمِنۢ بَعۡدِ
مَا جِئۡتَنَاۚ قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُهۡلِكَ عَدُوَّكُمۡ
وَيَسۡتَخۡلِفَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرَ كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ ١٢٩﴾ [الأعراف: 128، 129] فحقق الله وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب
وحده والحمد لله رب العالمين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
الصفحة 7 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد