الخبيثة، وأكل أموال الناس بالباطل لما يترتب على ذلك من الأضرار الظاهرة
والباطنة المعلومة والخفية، وأباح لنا البيع، وأباح لنا المكاسب الطيبة لما فيها
من الآثار الحميدة ولما فيها من المنافع العاجلة والآجلة، وحرَّم علينا المطاعم
الخبيثة؛ لأنها تُغذِّي تغذيةً سيئةً وتؤثر على القلوب وتؤثر على الأبدان، وتؤثر
على الأعمال والسلوك، قال سبحانه وتعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا
رَزَقۡنَٰكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172]، وقال سبحانه وتعالى في وصف نبيه محمد: ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ
ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ﴾ [الأعراف: 157]، وحرَّم علينا المطاعم الخبيثة
كالميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهِلَّ به لغير الله وأباح لنا المذكاة من بهيمة
الأنعام وأباح لنا صيد البر والبحر، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ إِن كُنتُم بَِٔايَٰتِهِۦ
مُؤۡمِنِينَ﴾ [الأنعام: 118]، إلى قوله تعالى: ﴿وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ
وَإِنَّهُۥ لَفِسۡقٞۗ وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ
لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ﴾ [الأنعام: 121]، وقال
سبحانه وتعالى: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ
مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمۡۖ قُلۡ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَٰتُ وَمَا عَلَّمۡتُم
مِّنَ ٱلۡجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ ٱللَّهُۖ
فَكُلُواْ مِمَّآ أَمۡسَكۡنَ عَلَيۡكُمۡ وَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهِۖ
وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ﴾ [المائدة: 4]، وأباح لنا المشارب الطيبة المفيدة
التي تغذي الجسم تغذيةً طيبةً وتؤثر على القلب تأثيرًا طيبًا، ويتمتع بها الإنسان
ويتلذذ بها، وحرَّم علينا المشارب الخبيثة من الدخان والخمر والمخدرات والمسكرات لما
يترتب عليها من الأضرار الظاهرة والباطنة، ولما لها من الآثار السيئة والعواقب
الوخيمة. أحلَّ لنا سبحانه وتعالى الاستمتاع بالزوجات وملك اليمين، لما يترتب على
ذلك من المصالح العظيمة من إعفاف الفروج وحصول الذرية الطيبة، وبناء الأسر الكريمة
وطهارة الأعراض وطهارة النفوس، وحرَّم علينا الزنى
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد