×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

واللواط؛ لأن الزنى فاحشةً وساء سبيلاً، لما فيه من اختلاط الأنساب ولما فيه من الأمراض الخبيثة، ولما فيه من فساد الأخلاق وضياع الأعراض، وما فيه من الآثار القبيحة وكفى قوله: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا [الإسراء: 32]، وجعل لنا البديل الصالح فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٥  إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ ٦ [المؤمنون: 5، 6]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» ([1]). وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنكِحُواْ ٱلۡأَيَٰمَىٰ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰلِحِينَ مِنۡ عِبَادِكُمۡ وَإِمَآئِكُمۡۚ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغۡنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ [النور: 32]، وحرَّم اللواط لما فيه من القضاء على الرجولة ووضع النطف في غير موضع الحرث وجلب الأمراض الخبيثة وفساد الأخلاق ولذلك أوقع الله باللوطية عقوبةٌ لم يوقعها بغيرهم من العالمين؛ لأنهم أتوا فاحشةً لم يسبقهم عليها أحدٌ من العالمين. وهكذا ما حرَّم الله علينا شيئًا إلا أباح لنا ما هو خيرٌ وأطيب، ما حرم علينا إلا ما هو مضرٌّ وخبيثٌ وسيء الآثار، وما أباح لنا إلا ما هو طيبٌ وصالحٌ ونافعٌ ومفيدٌ فلله الحمد والمنة وله الشكر وله الفضل وله الثناء الحسن. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحَرِّمُواْ طَيِّبَٰتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ ٨٧ وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ ٨٨ [المائدة: 87، 88]

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

***


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4778)، ومسلم رقم (1400).