الله صلى الله عليه وسلم فعدد الركعات يُرجَع فيه إلى نوعية الصلاة لا
يُرجَع فيه إلى التشهي والكسل كما يفعل كثيرٌ من الناس اليوم، يطلبون قلة العدد،
ويخففون الصلاة جدًّا حتى لا تستغرق صلاتهم إلا زمنًا يسيرًا من الليل، والمشروع
هو الخشوع في الصلاة والطمأنينة فيها والمشروع فيها إتقانها وإتمامها. والنبي صلى
الله عليه وسلم لم يحدد لأمته في صلاة التراويح حدًّا معينًا وإنما رغَّب في قيام
رمضان وحثَّ عليه عددًا فهذا يرجع إلى نوعية الصلاة من تطويلٍ أو تخفيفٍ مع تقوى
الله سبحانه وتعالى فحافظوا رحمكم الله على صلاة التراويح مع الإمام من أول الشهر
إلى آخره من أجل أن تفوزوا بهذا الوعد الكريم «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا
وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([1])، وتحوزوا على قيام ليلة القدر التي من قامها إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له
ما تقدم من ذنبه والتي هي خيرٌ من ألف شهرٍ بنص القرآن الكريم.
اتقوا الله عباد الله يا أئمة المساجد اتقوا الله في جماعاتكم، لا تحرموهم من صلاة التراويح ومن التهجد في العشر الأواخر فإن بعض الأئمة يمضي عليه شهر رمضان وهم في جدالٍ حول صلاة التراويح وعددها وكيفيتها ووقتها، فيمضي عليهم شهر رمضان وهم في جدالٍ ويحرمون جماعاتهم من اغتنام هذا الشهر بصلاة التراويح والتهجد، وإننا نقول لهؤلاء اتقوا الله، فقد وليتم هذه الإمامة فإما أن تقوموا بها على الوجه المطلوب، وإما أن تعتزلوا عنها وتتركوها غيركم يقوم بها، ولا تحولوا بين المسلمين وبين ربهم، فاتقوا الله عباد الله، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل فواتها وحاسبوا أنفسكم عن هفواتها.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (37)، ومسلم رقم (759).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد