نعمةٌ عظيمةٌ يفرح المسلم بها، فالمسلم يفرح في
نهاية رمضان لا لأنه تخلص من الصيام والقيام، وإنما يفرح لأن الله وفقه في هذا
الشهر فصامه وقامه، وعبد الله فيه بما ينبغي فهو يفرح بذلك رجاء ثواب الله قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ
بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ
مِّمَّا يَجۡمَعُونَ﴾ [يونس: 58]، أما الذي يفرح بانتهاء الشهر لينطلق إلى شهواته وإلى أفعاله
القبيحة، ويظهر المنكرات بعد هذا الشهر فهذا دليلٌ على أنه مخذولٌ دليلٌ على أنه
محرومٌ، ودليلٌ على أن عمله عليه مردودٌ -إن كان له عملٌ- فعلينا أن نحترم هذا
الشهر وهذه الأيام المباركة، وألا نتبعها باللهو والغفلة واللعب المحرم والمعازف
والمزامير والطبول والحفلات الآثمة، ليس هذا شأن المسلمين. وفق الله الجميع لما
يحب ويرضى، ونسأله أن يتقبل منا ومن جميع المسلمين صيامنا وقيامنا وأن يعفو عن
زللنا وإجرامنا وعن تقصيرنا إنه قريبٌ مجيبٌ. فاتقوا الله عباد الله، في ختام هذا
الشهر، واحترموه بالأعمال الصالحة، وبذكر الله وبالندم على فواته وانقضائه، فإنه
موسمٌ عظيمٌ من مواسم الجنة وسوقٌ عظيمٌ من أسواق الآخرة وهو التجارة الرابحة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ
تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ١٠ تُؤۡمِنُونَ
بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ
وَأَنفُسِكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ١١ يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن
تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ ذَٰلِكَ
ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١٢ وَأُخۡرَىٰ
تُحِبُّونَهَاۖ نَصۡرٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتۡحٞ قَرِيبٞۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ١٣﴾ [الصف: 10- 13].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
الصفحة 4 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد