×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

في ختام هذا الشهر إتباعه بصيام ستة أيامٍ من شوال، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ بسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ، فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ» ([1]) يعني السنة فمن صام رمضان وأتبعه بصيام ستة أيامٍ من شوال، فكأنما صام اثني عشر شهرًا في الأجر والثواب؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فشهر رمضان عن عشرة أشهرٍ وستة أيامٍ عن شهرين فيكون كأنه صام اثني عشر شهرًا، وهذا هو الدهر، يصومها المسلم في أول الشهر وهذا أفضل، بعد العيد مباشرةً، أو يصومها في وسط الشهر أو يصومها في آخر الشهر، يصومها متتابعةً وهذا أفضل أو يصومها متفرقةً ويحصل بذلك على هذا الموعود الكريم، كأنما صام الدهر.

وهذه الأعمال الجليلة التي يُتبَع بما شهر رمضان تدلنا على أنه يجب إتباع الشهر بالطاعات والعبادات والشكر لله عز وجل، ولا يجوز إتباعه بالحفلات الراقصة والأغاني والأهاريج والحفلات التي يحصل فيها منكراتٌ عظيمةٌ من تضييع الصلوات وحضور النساء متبرجاتٍ، وحصول الفتن، ما هكذا يكون المسلم بعد شهر الصيام! ما هكذا يكون الشكر لله سبحانه وتعالى ! ما هكذا يُتبَع شهر رمضان، كأنه عدوٌّ انتصروا عليه! إنهم بهذا يظهرون أنهم كانوا مستثقلين لشهر رمضان وكانوا في سجنٍ عن شهواتهم فلما انتهى رمضان انفلتوا وكانوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثًا، يجب احترام شعائر الله، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ [الحج: 32]، فعظموا شهر رمضان واشكروا الله أن بلغكم إياه وأتمه عليكم ووفقكم لصيامه وقيامه، إنها


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (2433)، والنسائي في « الكبرى » رقم (2863)، وابن خزيمة رقم (2114).