وقومه، وأغرق فيه فرعون وقومه فصامه موسى شكرًا
لله وصامه محمد صلى الله عليه وسلم اقتداءً بموسى عليه السلام وأمر بصوم يومٍ قبله
أو يومٍ بعده فهذا يدل على فضل هذا الشهر العظيم، وهو أول شهور السنة الهجرية، فهو
الشهر الذي اختار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة عمر أن يجعلوه
بدايةً للسنة الهجرية، فهو شهرٌ عظيمٌ تُضاعَف فيه الأعمال، فلله الحمد والمنة
مازال الخير متواصلاً، ومازال الخير متتابعًا لمن وفقه الله سبحانه وتعالى،
فالأعمال لا تنتهي بشهرٍ معينٍ ولا بيومٍ معينٍ وإنما قد يُفضِّل الله بعض الشهور
أو بعض الأيام أو بعض الساعات زيادة خيرٍ وإلا فكل الأيام كلها مجالٌ للعمل الصالح
﴿وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ
ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ خِلۡفَةٗ لِّمَنۡ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوۡ أَرَادَ شُكُورٗا﴾ [الفرقان: 62]، فالحمد لله على فضله وإحسانه، والموفق من وفقه الله
لاغتنام هذه الفضائل، وحفظ وقته فيما ينفعه ويفيده، ولم يغفل عن ذكر الله ولم
يقتصر عمله على أيامٍ معينةٍ أو شهورٍ معينةٍ، وإنما عمل المسلم متواصلٌ إلى وفاته
كما قال الله جل وعلا لنبيه: ﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ﴾ [الحجر: 99]، نسأل الله
سبحانه وتعالى أن يوفقنا لاغتنام الأوقات والتوبة قبل الممات، وأن يحسن لنا ولكم
الختام وييسر لنا ولكم الوفاة على الإسلام.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع
المسلمين من كل ذنبٍ
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
***
الصفحة 4 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد