من الزكاة والصيام وحجة الإسلام وعمرة الإسلام وطاعة الله ورسوله وبر الوالدين وصلة الأرحام وغير ذلك مما أوجبه الله سبحانه وتعالى، فإنه يجب على المسلم أن يؤديه، ثم بعد ذلك يأتي بما تيسر له من نوافل العبادات، ثم اعلموا رحمكم الله أن كل عمر المسلم مجالٌ للعمل بجميع أيامه وشهوره وأعوامه فما دام المسلم على قيد الحياة وهو عاملٌ فإنه تجب عليه طاعة الله جل وعلا والمداومة على طاعة الله وترك ما حرَّم الله لأنه عبدٌ لله يجب عليه أن يعبد الله بما شرعه له من الفرائض وتستحب له النوافل وفعل الخيرات وهذا يرجع نفعه إليه وخيره إليه فإن ضيَّع شيئًا من الأعمال، فإنما تكون الخسارة عليه قال الله سبحانه وتعالى: ﴿مَّنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ﴾ [فصلت: 46]، فأنت تعمل لنفسك وإن أسأت فإنما تسيء لنفسك ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ﴾[البقرة: 286]، لها ما اكتسبت من الأجر والطاعات وعليها ما اكتسبت من الإثم والعصيان، فأنت تعمل لنفسك ولا تعمل لغيرك فالله جل وعلا غنيٌّ عنك وعن عبادتك وعن جميع العالمين ﴿وَقَالَ مُوسَىٰٓ إِن تَكۡفُرُوٓاْ أَنتُمۡ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [إبراهيم: 8]، وفي الحديث القدسي إن الله سبحانه وتعالى يقول: «يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، ولَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، وإِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، وأُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ» ([1]). فاتقوا الله عباد
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2577).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد