×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الله، واعملوا لأنفسكم ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ [فاطر: 5] خسارةٌ على المسلم بل أعظم خسارةٍ بل لا يعادلها خسارةٌ أن يعيش في هذه الدنيا ويخرج منها مفلسًا من الأعمال الصالحة ﴿قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ [الزمر: 15]، فليس الخاسر هو الذي تفوته الدنيا، ولو فاتته الدنيا بحذافيرها إنما الخاسر الذي يخسر دينه، ويخسر نفسه، ويخسر الجنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله. فبادروا لأنفسكم واعملوا لأنفسكم واتقوا الله في أنفسكم فإنكم عما قريبٍ سترحلون عن هذه الدنيا بما عملتم من خيرٍ أو شرٍّ، وستواجهون الحساب الذي لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها، ﴿وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا [الكهف: 49]. فتذكروا مصيركم واعملوا لآخرتكم وتذكروا في دنياكم ما دمتم في زمن الإمهال وعلى قيد الحياة قبل أن يحال بينكم وبين الأعمال.

***


الشرح