×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

الإنسان ويختم به عمله، وينتقل من دار الدنيا إلى دار الآخرة إلى دار الحساب والجزاء، الموت الذي ما ترك أحدًا إلا أخذه من الأولين والآخرين قال الله سبحانه وتعالى: ﴿كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ [آل عمران: 185]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا فَانٖ ٢٦ وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ٢٧ [الرحمن: 26، 27]، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٞ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ٣٠ ثُمَّ إِنَّكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عِندَ رَبِّكُمۡ تَخۡتَصِمُونَ ٣١ [الزمر: 30، 31]، فالواجب على المسلم ألا ينسى الموت؛ لأنه نهاية أجله وختام عمله ولا يدري في أي لحظةٍ وفي أي ساعةٍ ينزل به وإذا نزل فإنه لا يرتفع ولا يقبل المعاذير ﴿فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَ‍ٔۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ [النحل: 61]، والنبي صلى الله عليه وسلم ذكرنا بالموت وأمرنا بتذكره قال صلى الله عليه وسلم: «أَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَادِمِ اللَّذَّاتِ -يعني الموت- فَإِنَّكُمُ لاَ تَذْكُرُونَهُ في قَلِيلٍ إِلاَّ كَثَّرَهُ، ولاَ تَذْكُرُونَهُ فِي كَثِيرٍ إِلاَّ قَلَّلَهُ» ([1]). فعلينا ألا نغفل عن الموت وساعة الأجل وأن نستعد لذلك، نستعد للرحيل ونستعد لمغادرة هذه الدنيا واستقبال الآخرة على أحسن حالٍ وأكمل استعدادٍ لئلا يفاجئنا الموت ونحن على غفلةٍ وفي إعراضٍ، وأكثر ما ينزل الموت في حالة الغفلة، وفي حالة الأمن من مكر الله سبحانه وتعالى، ومما يجري من العبر والعظات ويتكرر علينا بل جعله الله في هذه الدنيا من المذكرات التي تذكر بالآخرة تذكر بالنار وتذكر بالجنة، فما في الدنيا من همومٍ وأحزانٍ وأمراضٍ وأسقامٍ وما فيها من مكدراتٍ، وما فيها من حرٍّ وبردٍ فإن في النار ما هو أشد منه. قال سبحانه وتعالى في المنافقين: ﴿وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّٗاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ [التوبة: 81]، وقال سبحانه وتعالى في نار الدنيا ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي تُورُونَ ٧١


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2307)، والنسائي رقم (1824)، وابن ماجه رقم (4258).