×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

ءَأَنتُمۡ أَنشَأۡتُمۡ شَجَرَتَهَآ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنشِ‍ُٔونَ ٧٢ نَحۡنُ جَعَلۡنَٰهَا تَذۡكِرَةٗ وَمَتَٰعٗا لِّلۡمُقۡوِينَ ٧٣ [الواقعة: 71- 73]،﴿تَذۡكِرَةٗ  أي (تذكر بنار الآخرة) وقال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» ([1]). وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه جُعِل للنار نفسان نفسٌ في الشتاء، وذلك أشد ما تجدون من البرد، ونفسٌ في الصيف وذلك أشد ما تجدون من الحر. فلنتذكر بهذه الأمور ما يكون في النار والعياذ بالله، إذا كنا لا نطيق الحر في هذه الدنيا، ولا نطيق البرد، ولا نطيق القرب من النار التي نوقدها نحن، ونطفئها نحن فكيف بنار جهنم التي وقودها الناس والحجارة ﴿نَارُ ٱللَّهِ ٱلۡمُوقَدَةُ ٦ ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلۡأَفۡ‍ِٔدَةِ ٧ إِنَّهَا عَلَيۡهِم مُّؤۡصَدَةٞ ٨ فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۢ ٩ [الهمزة: 6- 9] لماذا لا نخاف من النار ولا نتذكر النار ونستعد؟ وما في الدنيا من السرور والنعيم والملذات، فإن في الجنة ما هو أعظم منه وألذ! فلماذا -إذا كنا نرغب في هذه الملذات في الدنيا، هذه الروائح الطيبة وهذه الطعوم اللذيذة وهذه الفواكه الشهية وهذه المآكل المرغوبة لماذا لا نتذكر ما في الجنة من لذةٍ لا تنقطع وقرة عينٍ لا تنقطع؟! لماذا لا نستعد للجنة ونطلب ما فيها من النعيم والسرور الدائم الذي لا ينقضي؟ ومما يجري في هذه الدنيا ما تسمعونه ليلاً ونهارًا من الكوارث التي تنزل بأهل الأرض فتهلك الأمم وتخرب الديار وتهدم المباني كالزلازل المدمرة، وما الزلزال الذي حلَّ بالهند عنكم ببعيدٍ هلك فيه آلاف البشر وتدمرت فيه مئات الديار وتشرد فيه الألوف ومئات الألوف، وتشردوا من ديارهم وبيوتهم إلى العراء خائفين وجلين جائعين في عراءٍ ليس لهم ما يقيهم من الحر والبرد ليس لهم ما يطعمهم من الجوع، خربت ديارهم على


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (510)، ومسلم رقم (615).