×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 ما فيها من المتعة وخرجوا مجردين ليس معهم شيءٌ بمئات الألوف ينتظرون المساعدات من الناس فلماذا لا نعتبر؟! ولماذا لا نتعظ بما نسمع؟! وكذلك ما يحدث من الطوفان التي تسمونها بالفيضانات وهي الطوفان الذي أهلك الله به قوم نوحٍ وأهلك به فرعون، والطوفان هو: الماء الذي يطغى على الأرض فيهلك البشر ويهلك البهائم ويهلك الزروع والمحاصيل. لماذا لا نعتبر ونتعظ؟! وكذلك ما نسمع ما يجري في البلاد الأخرى من الحروب الطاحنة وتسلط الظلمة والسلب والنهب وذهاب الأمن وحلول الخوف. كما تسمعون وكم تسمعون ممن حولكم؟ ألا تخشون أن يحل بكم؟!. قال عبد الله بن عمر: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبِي فَقَالَ: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ»، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، يَقُولُ: «إِذَا أَصْبَحْتَ، فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ» ([1]). هذا هو اليقين وهذا هو الإيمان الصادق أن الإنسان لا يطمع في طول الحياة، وإنما يقصر أمله ويستعد لرحيله، ويتوب إلى الله من ذنوبه، ويكون على أهبة الاستعداد لئلا يفاجئه الموت وهو على غير استعدادٍ. وبغير زادٍ، وما أكثر ما تشيّعون من الأموات صباحًا ومساءً! وهم من إخوانكم وأبنائكم وجيرانكم، وأنتم عما قريبٍ ستلحقون بهم كان صلى الله عليه وسلم إذا مرَّ بالمقابر يستقبلهم بوجهه ويقول: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ والْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ يَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُم وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُم» ([2]). وحثَّ صلى الله عليه وسلم على


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6053).

([2])  أخرجه: ابن ماجه رقم (1546)، وأحمد رقم (24475).