لأهل العلم أن يأخذوا بأقوال الرجال من غير معرفة أدلتها من كتاب الله وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم بل يجب ردُّ النزاع بين أهل العلم والاختلاف بين أهل
العلم إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك يجب على الحكام
الذين ولاهم الله أمر العباد يجب عليهم أن يحكموا بين الناس بما أنزل الله قال
الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَأَنِ ٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعۡ
أَهۡوَآءَهُمۡ وَٱحۡذَرۡهُمۡ أَن يَفۡتِنُوكَ﴾ [المائدة: 49]، وقال سبحانه: ﴿وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ
أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [المائدة: 44]، وقال سبحانه: ﴿وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ
أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [المائدة: 45]، ﴿وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ
ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [المائدة: 47]، ويجب على المسلمين عامةً علماءً وحكامًا، يجب على الجميع
أن يحكِّموا كتاب الله، وأن يرجعوا إليه وأن يجعلوه دستورهم وهاديهم وطريقهم إلى
الله سبحانه وتعالى.
عباد الله، إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم، شكا إلى ربه عز وجل إعراض الناس عن القرآن وهجرهم له قال الله سبحانه
وتعالى: ﴿وَقَالَ
ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِي ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورٗا﴾ [الفرقان: 30]، والهجر هو الترك: ترك الشيء فمعنى قوله: ﴿ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا
ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورٗا﴾ [الفرقان: 30]، أي تركوا كتاب الله سبحانه وتعالى، وهجر القرآن أنواعٌ.
النوع الأول: هجر تعلمه وتعليمه وانصراف الناس إلى تعلم أمورٍ دنيويةٍ نفعها
محدودٌ أو تعلم أمورٍ محرمةٍ ضررها عاجلٌ وآجلٌ، ولم يتعلموا كتاب الله الذي أمر
الله سبحانه وتعالى بتعلمه واتباعه والعمل به، وكذلك من أنواع الهجر للقرآن هجر
التلاوة فبعض الناس يتعلم القرآن ويحفظه، لكن لا يتلوه ولا يكثر من تلاوته، وقد
قال صلى الله عليه وسلم: «تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ -يعني تعاهدوه
بالتلاوة-، وَالَّذِي نَفْسُ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد