مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِْبِلِ فِي عُقُلِهَا» ([1]) ويجب على من منَّ الله عليه بتعلم القرآن، وحفظه أن يكثر من تلاوته، وأن يرتبط بالقرآن وأن يجعل له حزبًا من القرآن يوميًّا يقرأه كل يومٍ حتى يختمه إما بثلاثة أيام، وإما بعشرة أيامٍ، وإما بالشهر مرةً وهذا هو الأقل، أما أن يعرض عن القرآن ولا يقرأه فإن هذا نقصانٌ عظيمٌ وخسارةٌ كبيرةٌ يوشك أن ينساه ينسى حفظه، وينسى تلاوته فيستحوذ عليه الشيطان كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا ١٢٥ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ ١٢٦﴾ [طه: 124- 126]، وكذلك من أنواع الهجر للقرآن هجر العمل به، فإن كثيرًا من الناس يتلون القرآن ويجودونه ويحسنون به أصواتهم للتطريب وجلب المستمعين إليهم ولكنهم لا يعملون به وهؤلاء أخبر عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم الذين يقيمون القرآن إقامة السهم، ولا يتجاوز حناجرهم، إنما يتخذونه حرفةً للقراءة في المآتم والمحافل؛ ليأخذوا عليه أجرةً أو يتخذون قراءة القرآن للتبرك به فقط دون العمل به، وهذا حال كثيرٍ من الناس إلا من رحم الله عز وجل، فالواجب على المسلم أن يعمل بالقرآن، ولا يكتفي بتلاوته وترتيله بل يعمل به، فإن الله عز وجل أنزله للعمل أنزله ليكون هاديًّا للمسلم في جميع أعماله، فهذا القرآن رحمة من الله عز وجل حفظ للمسلمين دماءهم، وحفظ للمسلمين أموالهم، وحفظ للمسلمين أعراضهم، وحفظ للمسلمين أخلاقهم فإذا هم ضيعوه وعملوا بغيره، فإنهم يكونون في ضلالٍ مبينٍ، كما كانت عليه الجاهلية قبل نزول القرآن، وكذلك من أعظم هجر القرآن هجر العلماء للاستدلال به، فيما اختلفوا فيه، فإن الله أوجب على العلماء إذا تنازعوا في مسائل الاجتهاد أن يرجعوا إلى كتاب الله وإلى سنة
([1]) أخرجه: مسلم رقم (791).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد