رسول الله، فيأخذوا بما دلَّ عليه الكتاب والسنة ويتركوا ما خالف ذلك وإن
قال به من قال، ولهذا يقول الإمام مالكٌ رحمه الله: كلنا رادٌّ ومردودٌ عليه إلا
صاحب هذا القبر -يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم -، ويقول الإمام أحمد رحمه
الله: عجبت لقومٍ عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان والله تعالى يقول: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ
يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ
أَلِيمٌ﴾ [النور: 63] أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك. لعله إذا ردَّ بعض قوله أن
يقع في قلبه شيءٌ من الزيغ فيهلك، ومن هجر القرآن بل أعظم الهجر هجر الحكام
لتحكيمه بين الناس، واستبداله بالقوانين الوضعية، والأنظمة البشرية التي هي ضلالٌ
وعمى وظلمٌ وجورٌ، ويعرضون عن كتاب الله سبحانه وتعالى وهم يدعون الإسلام، والله
جل وعلا يقول: ﴿وَمَن
لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [المائدة: 44]، ويقول: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا
يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ
فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا﴾ [النساء: 65] فاتقوا الله عباد الله، وانظروا موقفكم وعملكم من كتاب الله
عز وجل وحاسبوا أنفسكم مع هذا القرآن، فإنه حجةٌ لكم أو عليكم كما قال صلى الله
عليه وسلم: «وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ» ([1]). قال الله تعالى لنبيه: ﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ
بَلَغَۚ﴾ [الأنعام: 19]، فاتقوا الله عباد الله، وارجعوا إلى كتاب الله ربكم وسنة
نبيكم، واعملوا بذلك في جميع شئونكم وفي كل أحوالكم لتكونوا من السعداء.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (223).
الصفحة 5 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد