تاجرٍ إلا وهو يحسب ماله وربحه وخسارته فالمؤمن أولى بذلك بأن يحسب تجارته
في الآخرة؛ لأن تجارة المؤمن هي العمل الصالح ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ
أَلِيمٖ ١٠ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَٰهِدُونَ فِي
سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن
كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ١١﴾ [الصف: 10، 11] هذه هي التجارة الرابحة فالمؤمن يحسب تجارته في كل يومٍ
وفي كل لحظةٍ وفي كل ساعةٍ ويحاسب نفسه وقوله: ﴿وَلۡتَنظُرۡ
نَفۡسٞ﴾ [الحشر: 18] أي جميع النفوس لم يخصَّ نفسًا واحدةً وإنما كل النفوس أيًّا
كانت هذه النفوس فإنها مأمورةٌ بأن تحاسب نفسها، وأن تزن عملها ﴿مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ﴾ [الحشر: 18] يعني ليوم
القيامة؛ لأن الدنيا مزرعةٌ للآخرة وهي دار عملٍ والآخرة دار حسابٍ ودار جزاءٍ
انظر بما تقدم على ربك قبل أن يُغلَق الباب فلا تستطيع النظر ولا تستطيع المحاسبة
لنفسك.
فكِّروا في أعمالكم يا عباد الله، أعيدوا النظر، بادروا بالتوبة إلى الله،
تزودوا من الأعمال الصالحة ما دامت الفرصة ممكنةٌ، وما دام في الأجل فسحةٌ، وما
دام أن الله سبحانه وتعالى أنذركم وأمهلكم فتنبهوا لأنفسكم فإن الكفار يوم القيامة
إذا أُلقوا في النار وطلبوا من الله أن يخرجهم ويعيدهم إلى الدنيا بقولهم: ﴿رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا
نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ﴾ [فاطر: 37] يقول الله لهم ﴿أَوَ لَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا
يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا
لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾ [فاطر: 37] فلنتذكر هذا اليوم ولنتذكر الحساب والبعث والنشور والجزاء والجنة
والنار، ولنستعد لذلك نتذكر الموت قبل كل شيءٍ؛ الموت؛ لأنه بوابة الآخرة. نتذكر
الموت ونحسب له حسابه، ونسأل الله حسن الخاتمة والوفاة على الإسلام، اللهم أحينا
مسلمين وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد