×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

عباد الله، ثم إن الله سبحانه وتعالى أمر بطلب الرزق ونهى عن الكسل وتعطيل الأسباب والتطلع إلى ما في أيدي الناس وسؤال الناس قال سبحانه وتعالى:﴿لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡۚ [البقرة: 198] أي تطلبوا الرزق في موسم الحج، وقال سبحانه وتعالى: ﴿فَٱبۡتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ وَٱعۡبُدُوهُ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥٓۖ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ [العنكبوت: 17]. وقال سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ [الجمعة: 10]. وقال سبحانه: ﴿وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ [ألمزمل: 20] أي يسافرون للتجارة ﴿وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ [المزمل: 20]، فقرن الذين يطلبون الرزق الحلال ويسافرون لطلبه قرنهم مع المجاهدين في سبيله، ولكن يكون الطلب مما أحل الله سبحانه وتعالى، وبوسائل الكسب المباحة وتجنب وسائل الكسب المحرمة فإن الله سبحانه وتعالى أغنى عباده بالحلال الطيب عن الحرام الخبيث، فلا يعدل عن الحلال الطيب إلا من هو معاندٌ لحكم الله سبحانه وتعالى، ومن هو متجنٍ على نفسه وعلى غيره.

عباد الله، وإن وجوه الكسب المحرمة كثيرةٌ لكن أشدها وأعظمها الربا والعياذ بالله الذي حرمه الله ونصَّ على تحريمه وتوعد المرابين بأشد الوعيد فقال:﴿وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ [البقرة: 275]، وقال تعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٧٨ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ ٢٧٩ [البقرة: 278، 279]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَهُ» ([1]) والربا قد فشا في هذا الزمان؛ لأن كثيرًا من المسلمين يقلدون الكفار في اقتصادياتهم


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1598).