فلا دين ولا إسلام لمن ترك الصلاة، وكذلك من تهاون بالصلاة بأن كان يصلي ولكنه لا يصلي على الوجه المطلوب فالله سبحانه وتعالى توعده بالويل قال سبحانه وتعالى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥﴾ [الماعون: 4، 5]، والسهو عن الصلاة يشمل السهو عن الوقت بأن يخرجها عن وقتها ويصليها بعد خروج الوقت من غير عذرٍ شرعي فهذا لا تُقبَل منه صلاته قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ» ([1]) ومعنى فاتته (يعني فاته وقتها وأخَّرها عن وقتها) فهو ولو صلاها فإنها لا تُقبَل عند الله؛ لأنه لم يصلِّ الصلاة المطلوبة التي شرعها الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ فَإِذَا ٱطۡمَأۡنَنتُمۡ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا﴾ [النساء: 103] (أي مفروضًا في الأوقات) فليست الصلاة مجرد أنه يركع ويسبح ويقوم ويقعد ويجلس بل الصلاة عبادةٌ عظيمةٌ لا بد أن يؤديها على الوجه المشروع، قد شرعها الله في أوقاتٍ محددةٍ في الليل والنهار، فلا يجوز إخراجها عن هذه المواقيت بغير عذرٍ فمن أخرجها بغير عذرٍ، فإنها لا تُقبَل منه صلاته، أما من نسيها أو نام عنها بغير اختياره ولا تعمده لم يتعمد النوم، عنها وإنما غلبه النوم وكان من عادته أنه يصلي لكن غلبه النوم فهذا قال صلى الله عليه وسلم فيه «مَنْ نَسِيَ صَلاَةً أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لاَ كَفَّارَةَ لَهَا إِلاَّ ذَلِكَ» ([2]) أما الذي يؤخرها متعمدًا فهذا -ولو قضاها- فإنها لا تُقبَل منه؛ لأنه لم يصلِّ الصلاة التي أمره الله تعالى بها. كثيرٌ من الناس يتساهلون في الوقت فيؤخرون
([1]) أخرجه: البخاري رقم (528).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد