الصلاة عن مواقيتها ينامون عن صلاة الفجر، يسهرون بالليل على قيل وقال وعلى
أعمالٍ قد تكون أعمالاً محرمةً يسهرون عليها ثم ينامون عن صلاة الفجر فإذا
استيقظوا من النهار صلوا صلاة الفجر هذه صلاةٌ لا تُقبَل، وقد رأى النبي صلى الله
عليه وسلم قومًا تُرضَخ رؤوسهم بالحجارة كلما رُضِخَت عادت كما كانت ويُكرر عليهم
ذلك فسأل عنهم فقيل له: هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة، وكذلك بعض الناس
يتساهلون في صلاة العصر فإذا خرج من عمله -خرج من الدوام- ملأ بطنه بالطعام
والشراب ثم نام وترك صلاة العصر فلا يصليها إلا إذا استيقظ ولو في آخر الليل، وقد
سمعتم قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فَاتَتْهُ صَلاَةُ الْعَصْرِ فَقَدْ
حَبِطَ عَمَلُهُ» ([1])، وهاتان الصلاتان بالخصوص هما آكد الصلوات وأفضلها قال سبحانه وتعالى: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى
ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾[البقرة: 238].
والصلاة الوسطى هي صلاة العصر وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ﴾ [ق: 39] قبل طلوع الشمس هذه هي صلاة الفجر، قبل الغروب هذه هي صلاة العصر، أمر الله بهما بالخصوص لفضلهما مع الأمر والتأكيد على بقية الصلوات الخمس قال: «مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([2]) والبردان: صلاة الفجر وصلاة العصر يعني مع المحافظة على بقية الصلوات ولكن النبي صلى الله عليه وسلم خصَّ هاتين الصلاتين لفضلهما، ولأن بعض الناس يتساهلون فيهما، والواجب على المسلم أن يحافظ على جميع الصلوات الخمس وبالذات
([1]) أخرجه: البخاري رقم (528).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد