صلاة الفجر وصلاة العصر، وكذلك من تضييع الصلاة تضييع الجماعة فبعض الناس لا يصلي مع الجماعة ولو كان المسجد إلى جانب بيته فلا يصلي مع الجماعة ولا يُرى في المسجد، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يأته، فَلاَ صَلاَةَ لَهُ إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ». قيل: وَمَا الْعُذْرُ؟ قَالَ: «خَوْفٌ، أَوْ مَرَضٌ» ([1]). وجاءه رجلٌ أعمى وشكا إليه ما يلقى من مشقة الطريق بينه وبين المسجد، أنه لا يجد قائدًا يلازمه وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يرخص له أن يصلي في بيته، قال: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «فَأَجِبْ» ([2])، فكل من سمع النداء -وكل أهل البلد الآن يسمعون النداء- كل من سمع النداء ولم يجب ولم يحضر إلى المسجد من غير عذرٍ فإنه لا صلاة له بنص الحديث، وهذا من تضييع الصلاة قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا ٥٩ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡٔٗا ٦٠﴾ [مريم: 59، 60]، وقال جل وعلا: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥﴾ [الماعون: 4، 5] سماهم مصلين وتوعدهم بالويل لماذا؟! لأنهم ساهون عن صلاتهم، فلا يؤدونها كما أمر الله سبحانه وتعالى في أوقاتها، ولا مع الجماعة وكذلك لا بد في الصلاة من الطمأنينة فالذي ينقر الصلاة لا تُقبَل منه صلاته، وقد دخل رجلٌ المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ فصلى ثم جاء فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَدَّ عليه السلام وقال له: «صَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» فرجع وصلى ثم جاء وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فردَّ عليه السلام وقال له: «صَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»، فرجع الرجل وصلى ثم
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (551)، والحاكم رقم (896).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد