جاء وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فردَّ عليه السلام وقال له: «صَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» فقال: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبيًّا، لاَ أُحْسِنُ غَيْرَ هَذا فَعَلِّمْنِي، فقال له صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ، فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ اجلس حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا» ([1]). فدلَّ على أن الطمأنينة ركنٌ من أركان الصلاة وأنها إذا نُقِرَت، فإنها لا تصح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهذا الرجل الذي ينقر صلاته قال له: «صَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» وكرر عليه ذلك، فدلَّ على أن الذي ينقر الصلاة ولا يطمئن فيها أنه لا يصلي الصلاة المطلوبة، ويكون داخلاً في قوله تعالى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥﴾ [الماعون: 4، 5]. وفي قوله تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ﴾ [مريم: 59]. وليس المراد بالسهو عنها أو المراد بإضاعتها ليس المراد تركها بالكلية؛ لأن من تركها بالكلية فهو كافرٌ، ولكن المراد الذي يصلي ولكنه لا يصلي على الصفة التي أمر الله بها من مراعاة الوقت وحضور الجماعة والطمأنينة في الصلاة. فاتقوا الله عباد الله، في دينكم عامةً وفي صلاتكم خاصةً، قد قال صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلَ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَْمَانَةَ، وَآخِرَ مَا تَفْقِدُونَ مِنْه الصَّلاَةُ» ([2]) قال الإمام أحمد رحمه الله: كل شيءٍ فُقِدَ آخره لم يبق منه شيءٌ. ولما حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاة وصار في النزع جعل يكرر
([1]) أخرجه: البخاري رقم (724)، ومسلم رقم (397).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد