القرآن، ويتركون أعمالاً جليلةً من تدريس العلم وحلق الذكر، ويتفرغون لتلاوة القرآن يحصرون المصاحف، ويجلسون في المساجد، يتلون كتاب الله عز وجل ؛ لأن تلاوة القرآن في هذا الشهر فيها مزيد فضلٍ على تلاوته في غيره، وإلا فتلاوة القرآن مطلوبةٌ كل وقتٍ من المسلم قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ (الم) حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» ([1]). مما يحث المسلم على الإكثار من تلاوة القرآن في كل حياته، وفي هذا الشهر بالخصوص، ومن خصائص شهر رمضان وفضائله أن الله أوجب صيامه على هذه الأمة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ﴾[البقرة: 185]، وصيام شهر رمضان هو أحد أركان الإسلام كما قال صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِْسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ الْبَيْتِ» ([2]) فإيجاب صيام هذا الشهر يدل على فضله من بين الشهور، وكذلك من فضائل هذا الشهر أن الله سنَّ لنبيه صلى الله عليه وسلم القيام، كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل في كل أيام السنة، ولكنه كان يخصُّ شهر رمضان بالجدِّ والاجتهاد، وحثَّ صلى الله عليه وسلم على قيام شهر رمضان فقال: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِْمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([3])، فينبغي للمسلم أن يحرص على قيام هذا الشهر مع المسلمين بصلاة التراويح، وما تزوَّد به من آخر الليل من
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2910)، والطبراني في « الكبير » رقم (8646).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد