×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

صلاة التهجد، فإن قيام هذا الشهر له فضلٌ على قيام سائر الشهور اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم وامتثالاً لأمره صلى الله عليه وسلم، فينبغي للمسلم أن يحرص على صلاة التراويح، وعلى صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان ويشارك المسلمين في قيام رمضان في المساجد ولا يحرم نفسه من هذا الفضل العظيم وينساق وراء شهواته ورغبة نفسه الأمارة بالسوء، أو وراء الأطماع الدنيوية ومزاولة التجارة، فعليه أن يقبل على صلاة التراويح مع المسلمين من أولها إلى آخرها ثم ينصرف إلى أعماله وتجارته من أجل أن يغنم خيري الدنيا والآخرة، ومن فضائل هذا الشهر أن الله خصَّه بليلةٍ واحدةٍ من لياليه هي خيرٌ من ألف شهرٍ وهي ليلة القدر كما قال سبحانه: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ [الدخان: 3]، وقال سبحانه: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ١ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢ لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ ٣ تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ ٤ سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ ٥ [القدر: 1- 5]، ليلةٌ واحدةٌ تعادل ألف شهرٍ في الفضل لمن قامها، تعادل العمل الصالح في ألف شهرٍ أي في ثلاثٍ وثمانين سنةً وثلاثة أشهرٍ، ليلةٌ واحدةٌ تعادل هذا العمر الطويل لمن أفناه في طاعة الله عز وجل فأي فضلٍ أعظم من هذا الفضل؟ وهي من ليالي هذا الشهر ولكن الله أخفاها فيه من أجل أن يجتهد المسلم في كل الليالي فيصيب ليلة القدر ويزيد عليها قيام بقية الليالي فيعظم بذلك أجره أما من ترك قيام بعض الليالي فلا يضمن أنه أدرك ليلة القدر، ومن قام جميع الليالي بنيةٍ واحتسابٍ، فإنه يضمن له أنه أدرك ليلة القدر؛ لأنها لا تخرج عن ليالي هذا الشهر ومما يؤكد على المسلم ألا يترك قيام ليلةٍ من ليالي هذا الشهر لئلا يفوته فضل قيام رمضان ولئلا يفوته قيام بعض 


الشرح