وَحَجِّ بَيْت اللهِ الْحَرَامُ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ([1]) والله سبحانه وتعالى أوجب الصيام على كل مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ صحيحٍ مقيمٍ، فأما الصبي الذي لم يبلغ الحلم، فإنه لا يجب عليه الصيام، ولكن يؤمر به للتدريب عليه، وليكون له في ذلك الأجر وهو له نافلةٌ ولوليه أجرٌ، وأما المريض الذي يشق عليه الصيام مشقةً ظاهرةً أو يؤخر عليه البُرء أو يزيد عليه المرض، فهذا يفطر ويقضي من أيامٍ أخرى تخفيفًا من الله سبحانه وتعالى عنه، لئلا تجتمع عليه مشقة المرض ومشقة الصيام، وإن كان المرض لا يُرجى برؤه، وهو المرض المزمن فهذا يطعم عن كل يومٍ مسكينًا وليس عليه صيامٌ، وكذلك الكبير الهرم الذي معه فكره وعقله، لكنه لا يستطيع الصيام فهذا يطعم عن كل يومٍ مسكينًا كما قال تعالى:﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ﴾ [البقرة: 184] أما الكبير المخرف الذي ليس عنده فكرٌ، وليس عنده عقلٌ، وكذلك المعتوه الذي ليس له عقلٌ، فهذان لا يجب عليهما صيامٌ ولا غيره؛ لأنهما غير مكلفين، فالله سبحانه وتعالى رخَّص لهؤلاء فمنهم من يفطر ويقضي ومنهم من يفطر ويطعم عن كل يومٍ مسكينًا، كذلك المسافر فإنه يباح له الفطر بل الفطر في حقه أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ» ([2]). فيفطر ويقضي من أيامٍ أخر بمقدار الأيام التي أفطرها، وأما من كان صحيحًا مقيمًا فإنه يجب عليه الصيام ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾ [البقرة: 185]، ومعنى شهد: حضر ليس مسافرًا فإذا كان مقيمًا،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (8)، ومسلم رقم (16).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد