×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

وكان صحيحًا فإنه يجب عليه الصيام، فمن أفطر من غير عذرٍ فإنه قد فعل كبيرةً عظيمةً من كبار الذنوب وعليه أن يتوب إلى الله وأن يقضي هذا اليوم الذي أفطره، وألا يعود لمثل هذه الجريمة الشنيعة وكذلك المسافر إذا نوى إقامةً تزيد على أربعة أيامٍ فإنه يجب عليه الصيام لانقطاع السفر في حقه فيأخذ أحكام المقيمين. وكذلك يجب عليه إتمام الصلاة.

عباد الله، الصيام هو: الإمساك عن المفطرات بنيةٍ من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ[البقرة: 187]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَاهُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» ([1]). فالله حدد الصيام اليومي بطلوع الفجر وغروب الشمس. فالمسلم يعتمد على هاتين العلامتين الظاهريتين في صيامه: طلوع الفجر الثاني وغروب الشمس، فإذا كان يشاهد طلوع الفجر ويشاهد غروب الشمس، فإنه يجب عليه أن يعتمد على رؤيته ومشاهدته، وإن كان لا يشاهد طلوع الفجر ولا غروب الشمس، فإنه يعتمد على أذان المؤذنين الذين يؤذنون على التوقيت ولا يتأخرون ولا يتقدمون عليه ومن هنا يجب على المؤذنين وفقهم الله أن يعتنوا بهذا الأمر وألا يؤذنوا إلا عند طلوع الفجر في بداية الصيام وعند غروب الشمس في نهاية الصيام لأنهم مؤتمنون على ذلك، ولأن الناس يصومون ويفطرون بناءً على سماع آذانهم فقد تحملوا هذه الأمانة العظيمة فعليهم بالدقة والتحري وعدم التسرع. بألا يتقدموا على طلوع الفجر ولا يتأخروا عنه، ولا يتقدموا على غروب الشمس ومن كان يؤذن أذانًا أولاً لطلوع الفجر -كما هو السنة-


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1853)، ومسلم رقم (1100).