لتنبيه الناس بقرب السَّحر حتى يستعدوا للصيام فهذا الأذان الأول مشروعٌ ولكن يجب على من يؤذن الأذان الأول أن يكون معه مؤذنٌ آخر يؤذن على طلوع الفجر أو هو يؤذن على طلوع الفجر ولا يكتفي بأذانه الأول قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ بِلاَلاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ» ([1]) لأنه كان له صلى الله عليه وسلم مؤذنان: واحدٌ يؤذن قبل طلوع الفجر؛ لأجل أن يتهيأ الناس لصلاة الفجر وللصيام وآخر يؤذن على طلوع الفجر من أجل أن يقوموا ليصلوا صلاة الفجر، ويصوموا فلا بد من هذا. فالآذان مسئوليةٌ عظيمةٌ وأمانةٌ ثقيلةٌ والمؤذن متحملٌ لما يقع فيه الناس من الأخطاء في التقدم والتأخر في صيامهم وصلاتهم. والصيام له مبطلاتٌ ومفسداتٌ يجب على الصائم أن يعرفها حتى يتجنبها في صيامه، وهي تنقسم إلى قسمين: القسم الأول: ما يدخل إلى الجوف، والقسم الثاني: ما يخرج من الجوف، فأما الذي يدخل إلى الجوف فالأكل والشرب متعمدًا، فمن أكل أو شرب متعمدًا وهو صائمٌ بطل صيامه، وأما من أكل أو شرب ناسيًّا، فإنه لا يبطل صيامه لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ» ([2]). ومثل الأكل والشرب كل ما يدخله إلى الجوف متعمدًا مثل الإبر المغذية؛ لأنها بمعنى الأكل والشرب وتقوم مقام الأكل والشرب والإبر الوريدية التي تُحقَن عن طريق الوريد، فإنها تخالط الدم وتسير في الجسم وتنشط الجسم وتؤثر عليه فهي مثل الأكل والشرب، وكذلك الغسيل الكلوي لمن عنده مرض الكلى نسأل الله أن يشفيهم فإن المصاب بمرض الكلى إذا غسل وهو صائمٌ فإنه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (592)، ومسلم رقم (1092).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد