الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا
أن من أهم شروط الصلاة أن تُؤدَى في وقتها الذي شرعها الله جل وعلا فيه ولا يخرجها
المسلم عن وقتها إلا لعذرٍ شرعيٍّ، فمن أخرج الصلاة عن وقتها من غير عذرٍ شرعيٍّ
فإنه يكون مضيِّعًا للصلاة، وقد قال الله جل وعلا ﴿فَخَلَفَ
مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ
فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا ٥٩ إِلَّا مَن تَابَ
وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ
شَيۡٔٗا ٦٠﴾ [مريم: 59، 60]، وقال سبحانه وتعالى ﴿فَوَيۡلٞ
لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥﴾ [الماعون: 4، 5] هذا وعيدٌ
شديدٌ سماهم مصلين وتوعدهم بالويل لماذا؟ لأنهم عن صلاتهم ساهون. ومعنى ذلك أنهم
يؤخرونها عن أوقاتها من غير عذرٍ شرعي، والله لا يقبل الصلاة إذا أُخرِجَت عن
وقتها لأن هذا المصلى لم يصلِّ كما أمره الله جل وعلا، والله لا يقبل من العبادات
إلا ما شرعه، والله لم يشرع الصلاة في غير وقتها كما أنه لا يقبل الحج في غير وقته
فكذلك لا يقبل الصلاة في غير وقتها فمن أخرجها عن وقتها من غير عذرٍ شرعي،
وصلاَّها خارج الوقت فإنه لم يصلِّ ولا تُقبَل له صلاةٌ وهو متوعدٌ بهذا الوعيد
الشديد حتى يتوب إلى الله سبحانه وتعالى، ويؤدي الصلاة في مواقيتها، وكذلك لا بد
للصلاة أن تُؤدَى مع الجماعة في مساجد المسلمين ومع المسلمين، قال الله سبحانه
وتعالى في المساجد ﴿فِي بُيُوتٍ
أَذِنَ ٱللَّهُ أَن
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد