تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦ رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ ٣٧﴾ [النور: 36، 37]، قال بعض السلف إنهم كانوا يبيعون ويشترون فإذا سمعوا المنادي إلى الصلاة والميزان في يدي أحدهم خفضه وأقبل على صلاته، هكذا كانت حالة السلف الصالح ما كانوا يتخلفون عن صلاة الجماعة والذهاب إلى المساجد بل يتركون أعمالهم ويتركون بيعهم وشراءهم، ويذهبون لأداء فريضة الله ثم يعودون لمزاولة البيع والشراء فيجمعون بين خيري الدنيا والآخرة، ولا يتخلف عن الصلاة مع الجماعة من غير عذرٍ إلا منافقٌ معلوم النفاق. قال عبد الله بن مسعودٍ رضي الله تعالى عنه: ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافقٌ معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أَثْقَلَ صَلاَة عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ وَ صَلاَة الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا، لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، ولَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَتُقَامَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى قَوْمٍ لاَ يَشْهَدُونَ الصَّلاَةَ، فَأُوقِدَ عَلَيْهِمْ فِي بُيُوتِهِمْ بِالنَّارِ» ([1]) فما عذر هذا الرجل الذي يسمع النداء، ولا يحضر للصلاة، ولا يجيب داعي الله؟ فيستمر في نومه أو على لهوه ولعبه أو على بيعه وشرائه أو على وظيفته، ويعصي أمر ربه سبحانه وتعالى، ولا يستجيب لندائه. قال سبحانه وتعالى: ﴿خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ وَقَدۡ كَانُواْ يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ ٤٣ فَذَرۡنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِۖ سَنَسۡتَدۡرِجُهُم مِّنۡ حَيۡثُ لَا يَعۡلَمُونَ ٤٤﴾ [القلم: 43، 44]، يُدعَون إلى الصلاة وهم سالمون ليس فيهم آفةٌ فلا يجيبون الداعي ولا يحضرون للصلاة في المساجد فالله جل وعلا توعدهم بأنه سيعذبهم أشد العذاب؛ حيث سمعوا
([1]) أخرجه: مسلم رقم (651).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد