×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 النداء ولم يجيبوا داعي الله عز وجل، فإنه إذا كان يوم القيامة ورأى المسلمون ربهم عز وجل في صورته سبحانه التي يعرفونه بها فإنهم يسجدون له ويريد المنافقون الذين مع المسلمين أن يسجدوا فلا يستطيعون؛ لأنها تتصلب ظهورهم والعياذ بالله فلا يستطيعون السجود؛ لأنهم كانوا في الدنيا يُدعَون إلى الصلاة فلا يجيبون وهم سالمون فتتصلب ظهورهم ولا يستطيعون السجود مع المسلمين إذا رأوا ربهم فضيحةً لهم، نسأل الله العافية. فالواجب على المسلم أن يخاف الله وأن يحافظ على صلاته ما دام على قيد الحياة. قال عيسى عليه السلام ﴿وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا [مريم: 31]، وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم في آخر لحظةٍ من حياته في سياق الموت يقول صلى الله عليه وسلم: «عِبَادَ اللهِ، الصَّلاَةَ، الصَّلاَةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» ([1]) فما زال يكررها الصلاة الصلاة حتى ثقل بها لسانه فلم يستطع النطق، مما يدل على أن هذه الصلاة أمرها عظيمٌ وميزانها ثقيلٌ عند الله سبحانه وتعالى، وقال: «أَوَّل مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَْمَانَةَ، وَآخِر مَا تَفْقِدُونَ مِنْه الصَّلاَةُ» ([2]) فالواجب على المسلم أن يحافظ على صلاته، فإذا حافظ على صلاته فإنه يكون محافظًا على غيرها من باب أولى، كما قال الله جل وعلا: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ [العنكبوت: 45].

ثم اعلموا عباد الله أن خير الحديث كتاب الله...

***


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (1625)، والنسائي في « الكبرى » رقم (7100)، وأحمد رقم (12169).

([2])  أخرجه: القضاعي في مسند « الشهاب » رقم (216)، والطبراني في « الكبير » رقم (7182).