يَٰبَنِيَّ
إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم
مُّسۡلِمُونَ﴾[البقرة: 132]، هذا كله خوفًا من الرِّدة والوفاة على غير الإسلام،
والأعمال بالخواتيم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ أَحَدَكُمْ
لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا
إِلاَّ ذِرَاعٌ فيَسْبِق عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ
فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى
مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ فيَسْبِق عَلَيْهِ الْكِتَابُ
فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا» ([1]). فالأعمال بالخواتيم. ولذلك يجب علينا أن نسأل الله سبحانه وتعالى حسن
الخاتمة وأن نخاف من الزيغ ونخاف من الردة ولا نزكي أنفسنا لا سيما وأننا في عصر
الفتنة، وفي عصر المِحَن، وفي عصرٍ يُبتلى فيه المؤمنون أشد البلاء وكلما تأخر
الزمان كثرت الفتن. قال: «بَادِرُوا بِالأَْعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ
الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، و يُمْسِي
مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» ([2]). نسأل الله العافية فعلينا أن نخاف على ديننا وأن نحذر من الفتن وألا نزكي
أنفسنا وأن نعمل الأعمال التي تقربنا إلى ربنا وتمكننا من التمسك بديننا.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7016)، ومسلم رقم (2643).
الصفحة 6 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد