وهذا بلالٌ رضي الله عنه يأتي به المشركون فيبطحونه على الرمضاء في بطحاء مكة أو يلقونه على ظهره في الرمضاء الملتهبة ويضعون عليه الحجارة الثقيلة ويطلبون منه أن يكفر بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم فيقول أحدٌ أحدٌ، ولا يزيد على ذلك، وهذا خبَّاب بن الأرت رضي الله عنه يُلقى على ظهره على الجمر فيسحب على الجمر ليرتد عن دين الإسلام فأبى وتمسك بالإسلام، وكثيرٌ وكثيرٌ ممن عُرضوا للفتنة فثبتوا على دينهم فمنهم من قُتِلَ ومنهم من نجاه الله من الفتنة بعد صبرٍ وبعد ثباتٍ. ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلاً دخل النار في ذبابٍ ورجلاً دخل الجنة في ذبابٍ، قالوا: يا رسول الله وما ذلك؟ قال: «مرَّ رجلان على قومٍ لهم صنمٌ لا يجاوزه أحدٌ حتى يقرِّب له قربانًا، قالوا لأحدهما قرِّب، قال: ما عندي شيءٌ أقرِّب له. قالوا: قرِّب ولو ذبابًا، فقرَّب ذبابًا فخلوا سبيله فدخل النار. وقالوا للآخر: قرِّب قال: ما كنت لأقرِّب لأحدٍ شيئًا دون الله. فضربوا عنقه فدخل الجنة» ([1]). هذا هو الإيمان ولكن يا عباد الله يجب على المسلم أن يعرف ما هو الإسلام أن يتعلم الإسلام وشرائع الإسلام وإلا فحريٌّ أن يقع في نقيض الإسلام وهو لا يشعر. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يوشك أن تُنقض عُرى الإسلام عروةٌ عروةٌ إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية. فيجب على المسلم أن يتعلم دينه، أن يتعلم ما هو الإسلام حتى يتمسك به وأن يتعلم ما هي نواقض الإسلام حتى يتجنبها. والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، ويقول إبراهيم ويعقوب: ﴿وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبۡرَٰهِۧمُ بَنِيهِ وَيَعۡقُوبُ
([1]) أخرجه: البيهقي في « الشعب » رقم (7343) من قول سلمان رضي الله عنه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد