×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الذي هو قبلة المسلمين تهفو إليه أفئدتهم في مشارق الأرض ومغاربها، منَّ الله على هذه البلاد بوفرة الرزق، بينما البلاد الأخرى يعجُّ فيها الفقر والفاقة والمجاعة، منَّ الله على هذه البلاد بقيام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فجعل ولاة الأمور حفظهم الله لهذا المرفق الهام جهازًا حكوميًّا مستقلًّا يتولى رئاسته رجالٌ من أهل العلم ومن أهل الحسبة المخلصين الذين يأخذون على أيدي السفهاء والمفسدين. منَّ الله على هذه البلاد بتخصيص وزارةٍ للشئون الإسلامية والدعوة على أيدي رجالٍ يدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن عملاً بقوله تعالى: ﴿وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [آل عمران: 104] بينما البلاد الأخرى لا يؤمر فيها بالمعروف، ولا يُنهى فيها عن المنكر فهي تعيش حالة الفوضى البهيمية إلا من رحم الله منهم، وقليلٌ ما هم. منَّ الله على هذه البلاد بإرشاد التعليم القائم على منهج الكتاب والسنة بتعليم العلوم الدينية والدنيوية للذكور والإناث مع فصل تعليم الإناث عن تعليم الذكور بجعل كل من التعليمين تحت جهازٍ مستقلٍّ عن الآخر ويعلم الإناث نساء مثلهن ويقوم على إدارة تعليمهن رجالٌ من أهل العلم والثقة يحرسونه عما يخل به ويوفرون له ما يكفل سلامته من الانحراف ويتولى التدريس للنساء نساءٌ مثلهن، مؤمناتٌ موثوقاتٌ. هذا هو الأساس الذي قام عليه التعليم في بلادنا منذ نشأته على أيدي العلماء والحكام بارك الله في مساعيهم وكتب لهم الأجر والثواب. فلقد أثمرت هذه الخطوة الرشيدة ثمراتها الطيبة من غير اختلاطٍ بين الذكور والإناث ومن غير فتنةٍ، بينما البلاد الأخرى لا تميز بين الذكور والإناث في 


الشرح